النجاح الأكاديمي يتطلب بيئة مناسبة تساعدك على الإنتاجية، اكتشف أفضل 5 نصائح لروتين فعّال يزلل إليك طريق النجاح ويعينك على التفوق وتحقيق أهدافك!

كم مرة عزفت عن استكمال الدراسة بسبب التشتت وعدم قدرتك على الحفاظ على تركيزك لفترة كبيرة؟ الغريب هنا أن تكون إجابتك بالنفي! فالطبيعي أن الجميع لا يستطيعون التكيف مع وجود المُشتتات، ولأنها كثيرة حولنا، وتبدأ من أفراد الأسرة، نأخذك في هذه المقالة في جولة حول أفضل النصائح والإرشادات لتتمكن من توفير البيئة الأنسب والأكثر إنتاجية، فإذا كنت في مرحلة الدراسة، أو تدرس مشروعًا يحتاج للمزيد من التركيز، تابع سطور هذا المقال، ودعنا نكشف لك أسرار الروتين الأكثر إيجابية لتُحقق نجاحًا أكاديميًا ملحوظًا.

حدِّد هدفك بدقة وقسمه لأهداف أصغر لتحققه بشكل أسرع

أولي خطوات النجاح تبدأ بمعرفة ما تريد أن تصل إليه، لكي تتمكن بعدها من رسم طريق مُحدد ينتهي بك إلى ما ترنو إليه.
وعندما تصل للهدف كاملاً، قسمه إلى أهداف أصغر يَسهُل تحقيقها في فترة صغيرة؛ لتكتسب تحفيزًا إيجابيًا لاستكمال طريقك.
فعلي سبيل المثال، إذا كان الهدف أن تذاكر كتابًا من 5 فصول، فليكن هدفك الأول هو إنجاز أول فصل، وحبذا لو تقسم كل فصل كذلك إلى عدة أجزاء أصغر، خاصةً إذا كان محتواه كبيرًا.
وما أجمل أن تحدد لكل جزء نسبة معينة من هدفك الكامل، لتكن على إطلاع دائم بمدى انجازك وليتولد بداخلك دافع أكبر لتحقيق أهداف أكثر لتصل سريعًا للـ 100% من هدفك.

البيئة المناسبة ضرورية لتحقيق النجاح والتفوق

قلة فقط يستطيعون التكيف مع الصخب وتحقيق إنتاجية، وحتى هؤلاء القلة لا يمكن أن نقارن ما ينتجونه في بيئة تسودها الضوضاء وعوامل التشتت وإنتاجهم إذا ما تيسرت لهم بيئة مناسبة حيث الهدوء والراحة.
وتتبلور أهمية بيئة العمل عند الحديث عن المذاكرة، حيث يتطلب العقل جوًا خاصًا ليستغل المرء قدراته على أكمل وجه، خاصةً عند تعلم مجال صعب الفهم.
ومع كثرة عوامل التشتت في المنزل، قد يصعب علي الكثيرين الدراسة بشكل مثالي، بل قد يحتاج الشخص ساعات طويلة لفهم قدرًا معرفيًا كان بإمكانه أن يفهمه في وقت أقل بكثير في حالة توفر البيئة المناسبة.
وهُنا تبرز أهمية تخصيص نطاقًا خاصًا للدراسة، قد يكون غرفة جانبية في منزلك، أو المكتبة المحلية، أو حتي أحد المقاهي المُخصصة للدراسة.
ومهما كان اختيارك، تأكد من وجود إضاءة مناسبة، واختيار مكان يبتعد عن كل عوامل التشتت قدر الإمكان، وحبذا لو توفر فيه كرسيًا ومكتبًا يوفران الراحة ويساعدانك على استغلال وقتك بمثالية وتحصيل أكبر قدر معرفي في أقل وقت.
وإذا عزمت على استكمال دراستك في المنزل، فأحرص على إخبار عائلتك بأنك تُذاكر وأنك تحتاج لقدر من الهدوء وأن الضوضاء من شأنها أن تؤثر على مدى تحصيلك سلبيًا.
كذلك ابتعد تمامًا عن هاتفك ويُفضل غلقه وقت المذاكره لتتجنب شغف متابعة إشعارات منصات السوشيال ميديا.
بذلك ستتمكن من توفير بيئة مثالية مُنتِجة تُعينك علي التحصيل بشكل أسرع وفهم قدر أكبر والتكيف مع المواد الدراسية مهما كانت درجة صعوبتها.

خطط جدولاً متوازنًا يناسب وقتك ويرسم طريق النجاح وكن مرنًا في تعديله

تلعب الجداول دورًا رئيسيًا في الوصول للأهداف، فهي تحدد لك المقدار الواجب تنفيذه يوميًا لكي تسير بشكل سليم في سبيل ما ترجوه.
وعلى الرغم من أهميتها، قد يخطئ البعض في تخطيطها ما يسبب نتائج عكسية، فكثيرون يفضلون وضع جداول صارمة لا تتناسب أبدًا مع قدراتهم وأوقاتهم، فتكون النتيجة خذلانًا وفشلاً ذريعًا.
ولكي تتمكن من عمل جدول دراسي يعينك على النجاح، حدد اولاً الوقت المتاح، وكذلك حدد أهدافك بشكل دقيق، ومن ثم قسم مهامك اليومية والاسبوعية بشكل مناسب وبقدر فعليًا يمكنك اتباعه وتنفيذه.
كن مرنًا وعدل في جدولك حسب ظروفك، فقد تجبرك الظروف عن التأخير في تنفيذ بعض المهام، ولكن أيضًا لا تتجه للكسل والتعود على تعديل جدولك بشكل يومي، فالجدول هدفه الأساسي هو إلزامك بقدر معين يجب أن تحرص يوميًا علي تنفيذه دون تأجيل.
ولكي تضمن قدرتك على الالتزام بجدولك، خصص وقتًا للمرح والإجازات، لكي تستطيع استكمال جدولك بسلاسة دون ملل أو إرهاق!
ولا تتهاون في تغيير جدولك في أي وقت تشعر بعدم ملائمته لوقتك وجهدك، وكذلك في حال لم يكون مناسبًا لما ترنو إليه.

استعن بتقنيات الدراسة الحديثة لتحصيل أكبر في وقت أقل

لا تعتبر طرق المذاكرة التقليدية أنسب الحلول في عصر تسوده التكنولوجيا، فمع تطور الكثير من التقنيات الحديثة للمذاكرة، يتبقى فقط اتباعك لما يناسبك من هذه التقنيات لتُذاكر موادك الدراسية بشكل أكثر إيجابية.

فعوضًا عن الاعتماد على القراءة والتكرار، يمكنك أن تنخرط بشكل أعمق وتدون الملاحظات أثناء المذاكرة، أو أن تقوم بطرح بعضًا من الأسئلة عن كل جزئية لتزيد من تفاعل عقلك مع محتواها المعرفي، وحبذا لو استطعت تلخيص ما ذاكرته في النهاية بشكل مبسط يُعزز ويُثبت المعلومات في ذاكرتك بسهولة.

وتُعد الاختبارات الذاتية كذلك من أكثر طرق التفاعل إيجابيةً، وغيرها الكثير من الطرق التي ظهرت وستظل في تحديث مستمر، ويبقى فقط أن تختار ما يناسبك من هذه الطرق لتتمكن من تحصيل أكبر قدر معرفي في وقت وجيز وبطريقة أكثر ملائمة لطبيعة عقلك الذي يتفاعل بشكل أفضل مع تلك التقنيات عوضًا عن الأساليب المعتادة والأقل جدوى.

النجاح المعرفي يجب ألا يكون على حساب الصحة

قد يظن البعض أن الاستمرار في العمل أو الدراسة أثناء الإجهاد والإرهاق أفضل من التوقف لأنه يحقق لهم إنتاجًا وإن كان ضعيفًا، ولكن الحقيقة تختلف، فأخذ قسطًا من الراحة وتجديد النشاط يُعزز من قدراتك مجددًا وبالتالي تحقيق تحصيل معرفي أكبر عند استكمال دراستك!
حرصك على الراحة وتجديد النشاط واجب لابد من مراعاته ليس فقط لتحصل قدر أكبر، ولكن لأن الأولوية لابد أن تكون دائمًا لصحتك، فلا قيمة لنجاح يأتي على حساب الصحة.
وهناك العديد من وسائل تجديد النشاط التي يمكنك اتباعها حسب رغبتك، فقد يكون المشي خيارك المثالي، بينما قد يفضل آخرون ممارسة تمارين اليوجا أو الاستماع لبعض الآيات من الذكر الحكيم.

السعي لتحقيق هدفًا أكاديميًا أمرٌ يضفي الكثير من الإيجابية والتميز علي حياة المرء، ولكي تتمكن من الوصول بسلاسة لهذا الهدف، حدِّده أولاً وتعرف علي أدق تفاصيله، ومن ثم قسمه لأجزاء أصغر، وخطط جدولاً يراعي وقتك وما ترنو إليه؛ ليحدد لك السبيل المُحدد نحو ذلك الهدف، حيث يدفعك تحقيق بعض هذه الأهداف الصغيرة لاستكمال البقية، وكن مرنًا في التعامل مع جدولك فأنت لا تتحكم بظروفك وكذلك قد لا تتمكن من وضع الجدول المثالي من أول مرة، ولا تفوت ميزة الاستعانة بالتقنيات الحديثة التي سهلت كثيرًا من عملية المذاكرة والتحصيل، ولكونك تقرأ هذه المقالة، فأنت بالتأكيد تمتلك هدفًا معرفيًا، فاسمح لنا أن نهنئك مقدمًا علي تحقيقه ثقةً في قدراتك الكامنة!

Author

Write A Comment