في عالم تتشابك فيه الأمور الاستثنائية مع الحياة اليومية، كانت هناك غابة العجائب المسحورة. هذه الغابة، المتلألئة بألف لون، كانت لوحة سحرية وغموض. في كوخ ريفي على حافتها، عاشت ليلي، فتاة ذات عينين لامعتين وفضول لا يشبع لعجائب الغابة. كانت تقضي أيامها في استكشاف أعماقها، حيث تهمس الزهور بأسرار وتغني الجداول ألحانًا. بالنسبة لليلي، لم تكن الغابة مجرد مكان؛ بل كانت صديقة، ولغزًا، ومغامرة لا تنتهي.

في أحد الظهيرات الذهبية، وبينما كانت تتبع مسار فراشات مرفرفة، اكتشفت ليلي مروجًا خفيًا، مخفيًا خلف ستائر من أشجار الصفصاف المتدلية. هنا، قابلت إلدروود، شجرة بلوط شاهقة، كان لحاؤها يلتف كأنه ابتسامة لطيفة. تحدث إلدروود بصوت عميق كالأرض وناعم كالريح، عن الأزمنة القديمة عندما كانت الغابة منارة للسحر، يمكن رؤيتها حتى من النجوم البعيدة. لكن الآن، كان ظل يخيم عليها، وسحرها يتضاءل كما يتلاشى الغسق.

كشف إلدروود لليلي عن سر – وجود ثلاث بلورات سحرية، كل منها يجسد فضيلة: اللطف، والشجاعة، والحكمة. “هذه البلورات”، كما شرح إلدروود، “هي قلب سحر الغابة. لكن نورها يخفت.” كان حراس هذه البلورات، ناياد رحيم، وغريفين شرس، وسفنكس قديم، قد وضع كل منهم اختبارًا لاختبار جدارة من يسعون وراء البلورات. قفز قلب ليلي فرحًا أمام التحدي. وببركة إلدروود، انطلقت، وروحها متوهجة بالعزم وأحلام المغامرات التي لم تُروى بعد.

قادها أول اختبار إلى الناياد، الذي يحرس بلورة اللطف بجانب بحيرة ساكنة. لكي تكسبها، كان على ليلي أن تنقذ المخلوقات المحاصرة بأشواك الكروم، وقلبها ويديها يعملان معًا. لمع لطفها بشكل ساطع، وأصبحت البلورة لها.

ثم صعدت إلى القمم الصخرية حيث كان الغريفين، حامي بلورة الشجاعة، في انتظارها. هنا، واجهت ليلي رياحًا تعوي كأرواح قديمة ومسارات تلتف كالثعابين. وبشجاعة تتدفق في عروقها، تنقلت عبر التضاريس الخطيرة، وشجاعتها ثابتة. الغريفين، معجبًا، منحها البلورة الثانية.

خلال رحلتها، قابلت ليلي مخلوقات عجيبة – ثعالب ناطقة، وجنيات راقصة، وسلاحف عجوز حكيمة. قدم كل منها الحكمة والتشجيع، وأدركت ليلي أن كل خطوة، كل تحدٍ، كان درسًا في حد ذاته.

عادت ليلي منتصرة، قلبها فسيفساء من الفضائل التي احتضنتها. ومع استحمام الغابة بنور البلورات، تفتح السحر من جديد. ابتهجت الغابة، وأصبحت همساتها أغاني شكر. ليلي، وسط الاحتفال، فهمت: إن أعظم سحر يكمن دائمًا في الشجاعة واللطف والحكمة.

Author

Write A Comment